تاريخمعالم تاريخية

مآثر مدينة الصويرة

تضم مدينة الصويرة مآثر تاريخية متنوعة تجعل منها مدينة جديرة بالزيارة. وتجعلها تحتل مكانا مرموقا على المستوى العالمي. إذ تستقطب عددا مهما من السياح على مدار السنة. سياح استهوتهم عدة مميزات تزخر بها المدينة. لعل أهمها المعالم الرئيسية القديمة التي تميزها عن باقي مدن المغرب. وهذا أسهم ذلك في تصنيفها تراثا عالميا.

مآثر مدينة الصويرة : الصورة الأولى
الصويرة صقالة المرسى

مآثر مدينة الصويرة

أهم مآثر مدينة الصويرة.

كما تمت الإشارة له سابقا في مقال سابق, بعد رجوع السلطان سيدي محمد بن عبد الله إلى مدينة الصويرة لمعاينة ما تم تشييده بها من تحصينات وبنايات, طاف بنفسه عليها ومن ذلك:

صقالة المرسى

مآثر مدينة الصويرة
مآثر مدينة الصويرة المغربية
مآثر مدينة الصويرة المغربية 1

هذه الصقالة تضم صقالتين اثنتين:

الأولى تمتد من القبلة إلى الجوف محمولة على المخازن المقابلة لمقر الديوانة الحالية وعلى باب المرسى الكبير المنقوش بأعلاه “ أمر ببناء هذه القنطرة السلطان سيدي محمد بن عبد الله عام 1184 على يد مملوكه أحمد العلج “. (ويذكر أن أحمد العلج هذا أصله انجليزي). ويكتنفها برجان شاهقان بأعلى كل واحد منهما أربع أشبارات وبوسطها قبة كبيرة مربعة الشكل, وكان لها بابان أحدهما يقابل الديوانة والثاني متصل بباب المرسى المذكور. والثانية تمتد من الشمال إلى الجنوب محمولة على البحر، وبها عدة مخازن مخصصة لتخزين البارود وغير ذلك. كما تضم مدافع نحاسية مختوم عليها بطابع البرتغال.

مآثر مدينة الصويرة : باب المرسى
باب المرسى

مآثر مدينة الصويرة : صقالة القصبة

هذه الصقالة جاثمة على جرف مستطيل ومحمولة على ما يناهز الثلاثين مخزنا وعلى دارين مستديرتين. وبدائرتهما السفلية بيوت وتتصل بمطفية كبيرة مستديرة، وعليها شيد البرج الكبير. وكانت مخازن الصقالة المذكورة مهيأة لتخزين المعدات الحربية. وتتوفر على ثلاثة أبواب، كما تضم مدافع نحاسية ثقيلة مختومة بطابع الكاستي والبرتغال وبوسطها بيت كان يعرف ببيت اللطيف.

كان بيت اللطيف الموجود في صقالة القصبة مقرا يجتمع فيه الطلاب للتقرب إلى الله. وكان ذلك بعد كل صلاة جمعة. إذ يتم ختم القرآن الكريم، وقد عين لهؤلاء الطلاب أجر يتقاضونه مقابل ذلك. ثم بعد هذه الفترة انخفض الراتب و قل الطلاب ولم تعد هذه العادة موجودة بعد ذلك.

صقالة القصبة
مآثر مدينة الصويرة : صقالة القصبة

الجزيرة الكبيرة باعتبارها من أهم مآثر مدينة الصويرة

كل من زار مدينة الصويرة لابد أن تلمح عينه جزيرة موكادور الكبيرة. في هذه الفقرة سنحاول تقديم معلومات شيقة عنها.

تضم الجزيرة مسجدا لازالت آثاره ظاهرة إلى الآن، وصومعته ترى من شاطئ الصويرة. كما توجد بها أربعة أبراج كبيرة وداران تعرف احداهما بدار الغنم. كانت هذه الجزيرة في الأساس معدة لسجن الساسة على عهد البرتغاليين. وبعد ذلك اتخدها الملوك العلويون سجنا لمرتكبي الجرائم الكبرى. ولعل أبرز من سجن بها الثائر أحمد الريسوني أيام السلطان الحسن الأول. وقد كان الفرنسيون يرومون احتلالها نظرا لعدة مميزات لعل أهمها سرعة وصول المراكب الفرنسية لها. وفي عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله اتخذت هذه الجزيرة محجرا صحيا للوافدين من المناطق المتضررة من مرض الكوليرا التي جرفت اسبانيا عام 1859 م. كما تم العثور بها على آثار أواني تعود إلى عهد الفينيقيين، وهو ما يثبت اتصال تاريخ الصويرة لزمن قديم.

كما تجدر الإشارة إلى أن زيارة هذه المعلمة الشامخة تستوجب رخصة من لدن السلطات المختصة.

جزيرة الصويرة

بعض المساجد التاريخية.

كما أشرنا سابقا، فالمآثر التاريخية بالصويرة متنوعة، إذ تضم بالإضافة إلى ما سبق ذكره بعض المساجد التاريخية العتيقة. مساجد تستهوي الداخل إليها وتعيده إلى زمن بعيد يحيلنا على العراقة والأصالة. في الفقرات الآتية سنقوم بتقديم معلومات عن أهمها.

مسجد القصبة العتيق

يعد مسجد القصبة العتيق من مؤسسات السلطان سيدي محمد بن عبد الله. ويتميز بصومعته ومدرستاه ومرحاضه المقابل له. كما أنه مربع الشكل له ثلاثة أبواب، باب شمالي وبابان جوفيان. أما باب المدرسة فهو جوفي متصل بالجامع. وبقبلة المسجد بيتان خارجان. أحدهما كان محكمة للقضاة ومسكنا لبعضهم والآخر لخروج الخطيب يوم الجمعة. كما أن له ساحة مربعة الشكل تتوسطها خصة للوضوء.

ومن بين أهم محتويات المسجد خزانة الكتب.

خزانة الكتب

كما تمت الإشارة إليه، فبداخل مسجد القصبة توجد خزانة للكتب. ومن أخبارها أن السلطان سيدي محمد بن عبد الله قد تفضل بتحبيس كتب عدة عليها. ومن جملة ذلك المصاحف والتفاسير وكتب الحديث والفقه وغيرها من مختلف العلوم. وعلى كل مجلد تم ذكر اسم السلطان و تاريخ التحبيس بإشهاد عدلي. ويقال أن السلطان جاء بها من خزانة المولى اسماعيل المتواجدة بمكناس. إلا أن اغلب هذه الكتب شملها الضياع. مع ذلك فالخزانة لازالت تضم عدة كتب ثمينة، وهي الآن تحت تدبير وزارة الأوقاف.

كما أن محمد بن سعيد الصديقي ذكر في كتابه إيقاظ السريرة لتاريخ الصويرة أنه كان من بين العدول المأذون لهم في تصفح ذخائر هذه الخزانة العتيقة.

جامع سيدي يوسف كواحد من أهم المآثر التاريخية للصويرة.

مسجد سيدي يوسف من أهم المساجد العتيقة بمدينة الصويرة، وتسميته نسبة إلى العالم الشهير أبو يعقوب يوسف بن محمد الكبير. ويتميز بمدرسته وميضاته المقابلة له، وهو أكبر مساجد المدينة. له أربعة أبواب، قبلي خارج لدرب آل أكادير، وجوفيان خارجان لسوق الحدادين وشمالي خارج لمدرسته. بوسطه ثلاثة أقواس عالية ممتدة من القبة إلى الجوف وتقابلها مثلها. وبقبلته بيت يخرج منه الخطيب ومحرابه مستقيم منقوش على دائرته هذه الأبيات:

لوجه الله شيدني الإمام  **** وزين بهجتي الملك الهمام 
                                  محمد بن عبد الله شمس ****  يضيء بنور طلعته الأنام                                      
 بيوم المولد النبوي بسبع **** على ما قيل شيدني الإمام   

و أما مدرسته فقد تم تحويلها لدار للضعفاء والعجزة، وأغلق باب الجامع الجنوبي الموصل إليها وفتح لها باب خاص.

جامع البواخر

هذا المسجد ومأذنته ومرحاضه المقابل له من تأسيس السلطان سيدي محمد بن عبد الله. وقد تأخر تشييده عن جل المؤسسات، وكان القائم على بنائه الباشا قاسم البخاري. وله بابان شمالي وجوفي. كما أنه لم تكن به جمعة، فأول جمعة حدثت به كانت في حدود 1260 ه.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى